هل حققت معارض التوظيف الأهداف المنشودة في أن تكون جسر تواصل ما بين الباحثين عن العمل، والشركات والمؤسسات التي تسعى إلى استقطاب الكوادر المواطنة، وفي عرض الفرص التدريبية كمقدمة لاختيار العناصر الأكثر كفاءة لتوظيفها؟ أم أن هدفها الأساس تحقيق عوائد مادية من خلال الاشتراكات والرسوم التي تسددها الشركات والمؤسسات المشاركة نظير حجز المساحات المخصصة لها في المعرض.
الملاحظ أن نسبة كبيرة من الباحثين عن عمل فقدوا الثقة بمعارض التوظيف، لذلك نجد الإقبال عليها من قبل هذه الفئة ضعيفاً مقارنة بالعدد الفعلي للباحثين عن عمل، حيث يجدون في هذه المعارض منصة للتسويق والتعريف بالجهات المشاركة في الدرجة الأولى، ومن ثم تلقي واستقبال طلبات الباحثين عن عمل دون معرفة المصير الحقيقي لهذه الطلبات، وهو ما يفسر قلة الإقبال على هذه المعارض من الباحثين عن عمل.
حقيقة، بعد إنشاء مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية «نافس»، الذي يوفر من خلال منصاته المخصصة مئات الطلبات للباحثين عن عمل في مختلف التخصصات، والذي يتيح لجميع الشركات والمؤسسات المستهدفة بما في ذلك الجهات الحكومية الاطلاع على الطلبات واختيار ما يناسبها من الكفاءات المواطنة، أصبحت معارض التوظيف ليست بالأهمية التي كانت عليها قبل «نافس»، وإن كان دور هذه المعارض في تعزيز وزيادة نسبة المواطنين في القطاع الخاص غير معروف بالضبط، الاعتقاد عند غالبية الباحثين عن عمل أن معارض التوظيف شكلية، بعد أن مر العديد منهم بتجارب مع هذه المعارض لجهة تجاهل طلباتهم وعدم التواصل معهم.
أحد النماذج الجيدة التي لفتت الأنظار في معرض التوظيف مشاركة السفارات وشركات بلاد هذه السفارات التي تعمل في الإمارات، وحرصها على الوجود في معارض التوظيف بحجز مساحات لها للتعريف بالوظائف التي تطرحها والمخصصة للكوادر المواطنة في إطار التزامها بنسب التوطين المقررة سنوياً، إلى جانب ظهور ومشاركة تطبيقات ذكية للتوظيف في المعارض للتعريف بهذه التطبيقات والإنجازات التي حققتها من خلال عرض أعداد طلبات الكوادر المواطنة التي استقبلتها وتعاملت معها ونسب المواطنين الذين تم تعيينهم من خلالها.
تعامل المؤسسات والجهات المشاركة في معارض التوظيف بمسؤولية مع الطلبات التي تتلقاها من الباحثين عن عمل من المواطنين خلال أيام المعارض من شأنه أن يعزز من مكانة هذه المعارض ويعيد الثقة بها لتكون منبراً مهماً وداعماً لاستقطاب الكوادر المواطنة بمختلف التخصصات إلى القطاع الخاص، وعلى هذه الجهات عدم تجاهل أي طلب تتلقاه من أي باحث عن عمل والحرص على التواصل مع مقدم الطلب والسعي إلى تأهيله وتدريبه لزيادة فرص توظيفه.
0 تعليق