نور المحمود
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وفي ظل كثرة الحروب والصراعات والنزاعات التي تقابلها تطورات وقفزات كبيرة في مجال العلوم والتكنولوجيا، يدفع الأطفال الثمن باهظاً لأنهم الفئة الأضعف والأكثر تأثراً بكل الضغوط أياً كان نوعها، ويدفعون ثمن التطور السريع إذا لم تتم تنشئتهم على أسس فكرية سليمة ليتمكنوا من مواجهة عالم اليوم والغد ويكونوا على قدر المسؤولية وقدر مواكبة التقدم والمستقبل.
استوقفنا تقرير أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، أمس بعنوان «حالة أطفال العالم لعام 2024.. مستقبل الطفولة في عالم متغيّر»، خلال أعمال اليوم الثاني من منتدى دبي للمستقبل 2024، الذي ينعقد في متحف المستقبل، حيث يقدم التقرير تحليلاً للقضايا والمشاكل المهمة التي يواجهها الأطفال في مختلف أنحاء العالم، بهدف معالجتها لبناء مستقبل أفضل للأطفال في كل مكان.
اليونيسف استغلت هذا الحدث لتقدم معرضاً تفاعلياً بالشراكة مع مؤسسة دبي للمستقبل، تظهر من خلاله أطفال المستقبل من ثلاثة عوالم مختلفة. وحين نتحدث عن أطفال المستقبل فنحن نلتفت بلا شك إلى شباب اليوم الذين هم شركاء في صناعة هذا المستقبل وسيكونون قادته وأصحاب القرار فيه، ولن يكون هناك مستقبل ناجح بلا توعية حقيقية وعمل دؤوب ومستدام من أجل الوقوف على مدى تأثير كل التغيرات الحاصلة في العالم من مناخ وتأثير تنقلات وهجرة الشعوب بسبب الحروب، وتأثير التطورات التكنولوجية والرقمية في المجتمعات.. والأهم الوقوف على حقوق الطفل أين هي من كل ما يحصل وكيف ستكون أحوالها في المستقبل؟
حالة أطفال العالم موضوع ملح تمت مناقشته في منتدى دبي للمستقبل 2024، الذي يعتبر أكبر تجمع عالمي لخبراء ومؤسسات استشراف المستقبل ويضم أكثر من 150 متحدثاً من الإمارات والعالم، وبحضور أكثر من 2500 من المتخصصين في القطاعات المستقبلية الحيوية و100 مؤسسة ومنظمة دولية متخصصة في المستقبل، على أمل أن يتمكن العالم من اليوم من تفادي أخطاء الماضي والحاضر وقراءة التطورات بشكل صحيح كي نضمن لأطفال العالم مستقبلاً أفضل. منتدى ناقش فيه الخبراء «فرص المستقبل في الفضاء الخارجي» لن يعجز عن رسم خريطة البشرية في المستقبل، من أجل تحقيق السلام والعدل على الأرض والأهم حماية وتمكين الأطفال من الوصول إلى مستقبل أكثر أمناً واستدامة.
0 تعليق